يعد يوم التروية من الأيام العظيمة في الحج، فهو اليوم الثامن من ذي الحجة، سابقًا الوقوف بعرفة بليلة. وهناك روايتان متداولتان حول تسميته بهذا الاسم، أولاها مرتبطة بالمناسك، حيث كان الحجاج يرتوون من الماء فيه من مكة المكرمة، ويحفظونها في أوعيتهم بمنى، استعدادًا ليوم العيد، وما يتبعه من رمي الجمرة الكبرى، ثم أيام التشريق الثلاثة، وما تتطلبه من المبيت بمنى، فيجدون سعتهم في يوم التروية للتزوّد بما يكفيه من ماء لأيام منى..
أما الرواية الأخرى فترد تسمية اليوم إلى عهد أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، فمن قائل بأنه عليه السلام أُري المناسك في ذلك اليوم، فصار اليوم يوم التروية، ومن قائل بأنه عليه السلام رأى في ليلة الثامن من ذي الحجة الرؤيا بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام، فأصبح يروي في نفسه أهو حلم أم من الله؟ فسمي يوم التروية.
وعلى أي نسبة صحة الرواية فالراجح أن هذا اليوم من أيام الله العظيمة في الحج، حيث يتوافد فيه الحجاج على مشعر منى الواقع على بعد (7) كيلومترات شمال شرقي مكة المكرمة على الطريق الرابط بينها وبين مزدلفة، ملبيين، ومكثرين من الدعاء، ثم يؤدون الصلوات بها ويبيتون، ومع فجر التاسع من ذي الحجة يصعدون إلى عرفات، لقضاء يوم الحج الأكبر، اقتداء بسنة النبي صلّى الله عليه وسلم.
ولا تقتصر أعمال يوم التروية على الحجاج فقط، فلغيرهم حاجة كبيرهم في هذا اليوم، حيث يندب لهم الدعاء، والصوم تطوعًا، والإكثار من الذكر، فضلًا عن تلاوة القرآن، والإكثار من إخراج الصدقات على الفقراء والمحتاجين، وكل الأعمال الصالحة والقربات النوافل.